مكانك الارض ومكانى المنبر

مما يحكى : أن ملكاً من ملوك النصارى أرسل راهباً من علماء ملته لمناظرة علماء المسلمين وكان أبو حنيفة إذ ذاك صغيراً ، فلما جاء الراهب إلى علماء المسلمين واجتمع في المسجد الجامع وفي المنابر ليسألهم عن مسائل ،

فقام أبو حنيفة من بين العلماء وقال للراهب : أسائل أنت أم مسئول ؟

فقال : سائل .

فقال : انزل مكانك الأرض ومكاني المنبر فصعد أبو حنيفة المنبر ، وقال: سل ما شئت .

قال الراهب : ماذا قبل الله ؟

قال أبو حنيفة : هل تحسن العدد ؟

قال : نعم .

قال : ماذا قبل الواحد ؟

قال : لاشيء قبله .

قال أبو حنيفة : إذا كان الواحد الفاني لا شيء قبله ، فالله سبحانه وتعالى لا شيء قبله .

ثم قال : في أي جهة يكون وجه الله ؟

قال : إذا أوقدت السراج ففي أي جهة يكون وجهه ؟

قال : ذاك نور يملأ البيت وليس له جهة .

قال : إذا كان النور الزائل الحادث لا جهة له فوجه الله ربي عز وجل منزه عن الجهة والمكان .

قال : بماذا يشتغل الله ؟

قال أبو حنيفة : إذا كان عالم موحد مثلي رفعه ، وإذا كان كافر مثلك وضعه ، كل يوم هو في شأن .

فخرس الراهب وتوجه مخزياً .


اللهم أنصر الأسلام والمسلمين


لا إله إلا الله محمد رسول الله